• Default
  • Title
  • Date
  • عدي حزام عيال
    المزيد
      الجزء الثاني تزوج جدنا عيّال مرة ثانية من (مالية
  • عبد المنعم الاعسم
    المزيد
    بين عزيز سباهي وبيني سرّ ما يحدث للمندائيين هذه الايام،
  • رشيد الخيون
    المزيد
    يطلعك غضبان رومي في مذكراته، وبتفاصيل دقيقة، على سرعة تطور
الإثنين, 05 تشرين1/أكتوير 2015 12:21

بكم تزدهي

بكم تزدهي الدنيا ويعلو بناؤها
ويخفقُ فوقَ الرافدينِ لواؤها
بكم تورقُ الآمالُ رغمَ جفافِها
فمنكمْ سيجري ماؤها وغذاؤها
بكم ساحةُ التحريرِ يزدادُ زهوها
وتسترجعُ الذكرى ويعلو نداؤها
لقد أبرقتْ , فالغيثُ لابُدَّ قادمٌ
ليجتثَ أوراماَ تفشى وباؤها
وعاثتْ بأرضِ الخيرِ والعلمِ والتُقى
فساداً وإجراماً عسيرٌ شفاؤها
لقد أبرقتْ والرعدُ هزَّ جذورَها
وأسقطَ دعواها وبانَ خواؤها
أعدتمْ لبغدادَ الحبيبةِ وجهَها
وخضرتَها من بعدِ ما غاضَ ماؤها
لكمْ كلُ عمري , كلُ تاريخِ شيبتي
فداءُ نجومٍ ليس يخبو سناؤها

نشرت في شعر
الثلاثاء, 05 آب/أغسطس 2014 12:02

غنيتُ بغداد

 

 

القصيدة التي القيت في الأمسية الثقافية التي أقامها منتدى الرافدين للثقافة والفنون , في ديترويت , تحت عنوان " المثقف العراقي والهوية الوطنية ", وذلك يوم

الجمعة الماضي 27/6/2014 , وشارك فيها عدد كبير من المثقفين العراقيين , من ادباء وفنانين

حضر بعضهم من خارج ولاية مشيكَان للمشاركة في هذه الأمسية .

غنيتُ بغدادَ رغمَ الحزنِ والألمِ رغمَ الحرائقِ والأجرامِ والظُلَمِ

غنيتُ بغدادَ مذبوحاً يمزقُني عجزي بأنْ أفتدي معشوقتي بدمي

فأفتديكِ بهِ يا خيرَ مرضعةٍ غذَّتْ بنيها جميلَ الصبرِ والشيمِ

فالعمرُ بعدكِ يا بغدادُ مضيعةٌ متاهةٌ واغترابٌ قاتلُ الندمِ

نذرتُهُ مُذْ عرفتُ الدربَ مقتنعاً وصارَ عشقٌكِ عقلي , خافقي وفمي

وصرتُ أبصرُ دربي مشمساً ألقاً رغمَ المنايا بذاكَ الدربِ والألمِ

***

بنتَ الفراتينِ , عذراً إنْ بكى قلمي وأصبحتْ كلماتي دونما نَغَمِ

عذراً وعفوَكْ إنْ لجَّ السؤالُ , متى أضحى بنوكِ بلا مجدٍ ولا قيَمِ

متى غدا القتلُ ديناً والعقوقُ تُقىً والأغتصابٌ غدا ضرباً من الشممِ

متى غدا القتلُ والتفجيرُ مفخرةً إلا لدى زُمرٍ مشبوهةِ الذممِ

والكلُ يدري , وأيمِ الحقِ أنهمو ليسوا بنيكِ ولا من طاهرِ الرَحِمِ

تاللهِ ليسوا عراقيينَ , ما احتضنتْ أرضُ العراقِ بذورَ الشرِ والورَمِ

عقاربٌ وأفاعٍ سممتْ وطني وغيبتْهُ عقوداً فاقدَ الكَلِمِ

لقد تستَرَ باسمِ الدينِ ذئبُهمُ وراحَ يصطادُ مسحورينَ كالغنمِ

يزجُهُمْ في أتونِ الموتِ مفتخراً بأنهُ قد تحدى سائرَ الأممِ

وإنهُ كبَلَ الأنسانَ , أرجعهُ الى الكهوفِ , بلا وعيٍ ولا حُلُمِ

****

بغدادُ , هل سجلَ التاريخُ ملحمةً إلا بوعيِ بني الأنسانِ والقلمِ؟

وهل تألقَ شعبٌ في حضارتِهِ إلا إذا كان حُراً ثابتَ القدمِ؟

تصاعدتْ قممُ التاريخِ شامخةً وكنتِ بغدادٌ يوماً قمةَ القممِ

علمتنا كيف نعطي , فالهوى كرمٌ وعشقٌ بغدادَ أسمى غايةِ الكرمِ

****

بغدادُ عفوَكِ , فالأحزانُ تسحقُني سحقاً , وتجعلني أهذي ما الألمِ

أبعدَ أعتى عُتاةِ الأرضِ , أكثرهمْ جهلاً , وأشرهَ ما في الغابِ شربَ دمِ

وبعدَ من زيَّفَ التاريخَ منتهكاً ما أبدعَ اللهُ والأنسانُ من قيمِ

يأتيكِ أيتامُهُ والكلُ يعرفُهم كانوا ولمّايزالوا مخلبَ الصنم

أنيابُهمْ لم تزلْ حمراءَ موصلةً جرحاً جديداً , بجرحٍ غيرِ ملتئمِ

ولم يزلْ لحمُ شعبي في مخالبِهم علامةً لزمانِ القاتلِ النهمِ

جاءوا يريدون سلبَ الأرضِ دورتَها ويزرعونَ بذورَ الجُدبِ والعُقُمِ

لكنَّ تاريخَكِ الوضاءَ علَّمنا بأنَّ عينَ العراقيينَ لم تَنَمِ

وأنَّ أبناءَكِ الأمجادَ , ديدنُهم أن يسحقوا رأسَ من عاداكِ بالقدمِ

نشرت في شعر
الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2014 12:35

قارورة الطيب _ ناجيه المراني

من ذا اعزي ومن ابكي ومن اتصل***فالجرح فينا جميعا ليس يندمل
اهلوك في كل فج صاح صائحهم*** وهالهم ان يروا التاريخ يرتحل
وهالهم ان شمسا جل خالقها*** غابت وخيم ليل وانقضئ اجل
من ذا رائ الشمس تخبو وهي ساطعة*** او الحياة بما تحويه تختزل
او البحار وما فيها وما اختزنت*** تموت ظمائ ومنها الماء ينهمل
ومن رائ نخلة الكنطار يحرمها*** من ماء دجلة سفاحون ماعقلوا
وكيف ماتت زهور الروض صادية*** من بعد ماجفت عنها الماء والبلل
ومن رائ باسقات النخل باكية*** ارخت ضفائرها الخضراء تبتهل
لان باسقة من بينها رحلت*** غريبة وتلاشئ ظلها الخظل
تبكي العراق وقد عاشت نوائبه*** وراح يمسحه التجهيل والدجل
مرجانة العصر ياارقئ نفائسنا*** ويا اجل عطاء ماله مثل
اعطيت مااستطعت فكرا ناضجا ونقي*** وحكمة قل ان ينتابها الزلل
نورت ليل العامريات في زمن*** كان الذي يتحدئ الجهل يعتقل
لكن حكمتك السمحاء عارفة*** طريقها وهي تدري كيف تنتقل
فالعلم رايتها والخير غايتها*** والصدق شمعتها والحب والعمل
افنيت عمرك ايثارا وتضحية*** وعفة ورؤئ ماشابها خلل
وهبت كل اماني العمر راضية*** ما مسك الياس يوما او سرئ ملل
ولاضعفت امام المغريات وقد*** اغرت سواك فضاعوا بئس ما فعلوا
بنت الفراتين لاباسا ولاجزعا*** لكن بي وجعا يغلي ويشتعل
تشتت الشمل حتئ صار واحدنا*** يسامر النجم والخلان قد رحلوا
وراحت الغربة الرعناء تسحقنا*** سحق الرماد وتذرونا فمتثل
لاننا لم نعد قوما لهم وطن*** لهم تراث لهم حق لهم اصل
نمشي ملائكة نلقي السلام علئ*** من لايسالمنا يجتاحنا الوجل
لكننا اسد لو داس عن خطا*** ذيل ابن عم له من بيننا رجل
نملا الارض تهديدا وقعقعة*** وضجة وتساوي العقل والخبل
قارورة الطيب ياظلا نلوذ به*** اذا ظمئنا وان ضاقت بنا السبل
انبيك ان الرحيل المر وحدنا*** وشد لحمتنا فقدانك الجلل
نامي قريرة عين فالثرئ عظمت*** قدرا وان غاب عنك النخل والاثل
قد كنت رمزا وصرت اليوم خالدة*** فنعم خاتمة يشتاقها بطل

نشرت في شعر
الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2014 09:50

بغداد...عروس الرافدين

حبيبتي ..
مَنْ جمَّعَ الغيومَ في عينيك؟
فانهمرتْ تحفرُ في خديك
مالحةً لاذعةَ المذاقِ واللمسِ
وأترعوا كأسي .
مَنْ أطفأَ الشموع ؟
مَنْ فجَرَ الدموع
فأغرقتْ هلولةَ العرسِ .
مَنْ بعثرَ الحناءَ من كفيك
من قبلِ ان تتركَ آثاراً ولا تاريخ ؟
مَنْ حوَّلَ الآسَ الى "زرنيخ " ؟
مَنْ أطفأَ القنديل ؟
مَنْ حطَمَ المرايا
وارتكبَ الخطايا
فلم ترَ البرايا
وجهَ عروسِ الرافدينِ المشرقَ الجميل .
مَنْ لوَّثَ العباءةَ البيضاءَ بالدماء ؟
مَنْ أوقفَ الغناء ؟
وأغرقَ البلادَ بالسواد
حزناً على حبيبتي بغداد
***
حبيبتي ...
ماذا أُسمي عرسَكِ الدامي ؟
وأنتِ لا شموعَ ,لا حناء, لا قنديلَ ,لا مرآةْ
قد حطموها مثلَ أحلامي
وعكروا ينبوعَ إلهامي
من بعدِ ما عافوكِ تنزفين
وتلفظينَ آخرَ الأنين
ولوثوا حُلتَكِ البيضاءَ بالدماء
وانتهكوا النقاء
وسمموا الهواء
واستكلبوا ليوقفوا الحياةَ بالعواء
***
حبيبتي
عشنا نمني النفسَ بالأمانِ
بالخصبِ والأطفالَ والأغاني
بالشمسِ لا يحجبُها الدخانْ
ولا الغيومُ السودُ والغربانْ
بالماءِ يحيي الأرضَ والأنسانْ
بالآسِ والملابسِ البيضاءْ
والدرفشِ " البيرقِ " المرفوعِ فوقَ الماءْ
مثلَ شراعٍ أبيضَ الأهدافِ والذاتِ
يومئُ للرائحِ والآتي
تعمدوا, فأنهرُ العراق
منبعُها من عالمٍ لا يعرفُ الزيفَ ولا النفاق
من عالمِ الأنوارِ والضياءْ .
حبيبتي
لكنَّ هذا الحُلمَ السامي
أمسى حريقاً آكلاً دامي
وعرسُكِ المسكونُ بالنقاءْ
والآسِ والأزهارِ والحناءْ,
قد أطفأوا شموعَهُ
وبعثروا جموعَهُ
وحطموا المرآةَ والفانوس
ثمَ استباحوا مخدعَ العروسْ
وأغرقوا البلادَ والعبادَ بالسوادْ
وأعلنوا الحدادْ
منافقينَ , أعلنوا الحدادْ
شماتةً , وكفنوا بغدادْ
***
لكنَّها ..بغداد
لكنَّها العنقاءُ , يا شراذمَ الجراد
قد خلعتْ عنها رداءَ الموتْ
واسترجعتْ سحنتَها والصوتْ
وحلقتْ في قبةِ السماءْ
تزهو بثوبِ الطُهرِ والنقاءْ
وفي غدٍ تعود
تغسلُ وجهَ العاشقِ العتيد
من كلِ ما خلفَهُ الجرادُ والذبابْ
واللافتاتُ السودُ والخرابْ
وفي غدٍ نزفُّها
طاهرةً نزفُّها
لعاشقِ النخيلِ والمياهِ والضياء
للعاشقِ العراقْ


ديترويت أواخر 2006

نشرت في شعر
الأحد, 23 آذار/مارس 2014 17:26

أيام لا تُنسى في قصر النهاية

 -3-

تأكيد وجود : في خارج اسوار قصر النهاية , كانت زوجتي تعمل على تأكيد وجودي في المعتقل , حيث نصحها بعض الأصدقاء , خصوصاً المناضل الرائع , الفقيد سامي احمد العباس ( أبو وميض ) , بأن تثَّبت وجودي عن طريق طلب مواجهتي , إذ انهم أعدموا الكثير من المناضلين , وأنكروا وجودهم , كما ذكرتُ ذلك , اثناء جلسة التفاوض مع محمد فاضل , حين قدمتُ له قائمة بأسماء عدد من الشهداء , فأنكر أنهم معتقلون أصلاً , وقال اننا نبحث عنهم !!!. وقد نصحها الفقيد ( أبو وميض ) بالتوجه الى المناضل الفقيد عزيز شريف , وكان وزيراً للعدل آنذاك ...وقد استقبلها الرجل بالترحاب والأهتمام , واتصل , بحضورها , بناظم كزار , قائلاً : ناظم ..في مكتبي عائلة المعتقل فلان , يريدون مواجهته ...فرد عليه ناظم : ان هذا الرجل عليه حكم اعدام ...فأجابه عزيز شريف ..حتى اذا كان محكوماً بالأعدام , فإن من حق عائلته ان تراه قبل إعدامه ...فأجابه المقبور ناظم , سنرى سيادة الوزير 

لم أكن اعلم بهذه الجهود , ولا ادري الفترة الفاصلة بين زيارة زوجتي للفقيد عزيز شريف , ودعوتهم لي بعد ظهر احد الأيام ...همام , أحلق وبدل ملابسك , استفسرت , ماذا هناك , قالوا : لا ندري ...ارتديت قميصاً وبنطلون , وانتظرت ...بعد حوالي ساعتين , نادوني مجدداً ... همام , تأجلت الى يوم غد , واستفسرت من جديد , فكان جوابهم , لا ندري , لا نعرف ... عشتُ ذاك المساء وليلتها في قلق وتوجس...سألت بعض من تعرفت عليهم هناك , ومنهم السيد غازي الربيعي , الذي ربطتني به معرفة وصداقة , ورحنا نقلب الأمر والأحتمالات المتوقعة , قال احدهم : ربما هي مقابلة مع صدام حسين , وقال آخر : ربما هي اطلاق سراح , وعلقت انا : ربما إعدام , فقالوا : وهذا وارد ايضاً , فكثيراً ما أخذوا بعض المعتقلين تحت عنوان " اطلاق سراح " ويختفون ...عشت ليلتها في قلق متواصل ... وفي ضحى اليوم الثاني , نوديَ عليَ مجدداً , وكنت جاهزاً , أخذوني بسيارة الى الأمن العامة , وفي الطريق استفسرت مجدداً , وتلقيت نفس الأجابة , أنهم لا يعلمون شيئاً ... وفي الأمن العامة , القديمة طبعاً , وجدت عائلتي بانتظاري, زوجتي وأطفالي وأمي , وكان لقاءً عاطفياً جياشاً , حدثتني عن لقائها مع الفقيد عزيز شريف , كما سألتني عن المناضل كريم حواس , وهل كنت اعرفه سابقاً , فنفيت ذلك ...قالت ان زوجته تدعي أنك سببت اعتقاله , قلت : اطلبي منها ان تتأكد من زوجها , اذا تمكنت من لقائه ...وفعلاً أبلغتني , بعد إطلاق سراحي , بأن رفيقتنا زوجة كريم , اعتذرت منها في لقاء ثانٍ جمعهما , بعد ان علمت من زوجها حقيقة الأمر الذي ما زلت أجهله لحد الآن ...كانت هذه هي المواجهة الوحيدة التي سمحوا بها طوال سبعة أشهر قضيتها في قصر النهاية ...

في ظهيرة أحد ايام الصيف , كنا في القاعة , فُتحت الباب , ودخل أحد " الملازمين " ويدعى " الملازم محسن " , كان قصير القامة ومملوء الجسم بعض الشيئ , يشكو من حوَلٍ خفيف في عينيه , لم أره طوال فترة وجودي إلا هذه المرة ...وصاح من باب القاعة : هل بينكم شيوعيون هنا ؟ نهضت , وقلت , نعم أنا متهم بالشيوعية ...فتوجه لي شاتماً , زاعقاً , أمك .. أبوك ..عرضك ..وحين وصل قربي , قال : " أريد أحجي وياك حجي مال أولاد شوارع ", قلت : صحيح والله , هذا حجي مال أولاد شوارع " , عندها رفع يده ووجه لي صفعةً قوية , واستدار مغادراً القاعة ... ساد صمت في القاعة , وجاء بعض المعتقلين يخففون عني .. قلت يا اخوان , اننا هنا نتوقع كل شيئ , وهذه أبسطها ... بعد قرابة نصف ساعة جاء اثنان منهم , نادوني , متسائلين : لماذا اعتدى عليك هذا ال...وبدأا يكيلان له الشتائم واللعنات , ويعتذران مني !!! ..لم أفهم هذه التمثيلية , وما سببها ؟ وماذا يستهدفون منها ... وللحقيقة أنني لم أتعرض لأي عنف جسدي , طوال وجودي , باستثناء هذه الصفعة ...

المجرم سالم الشگرة : كان بين عتاة المجرمين , سالم الشگرة , ويلقب " أبو طه " , وهو أخ المقبور فاضل الشگرة الذي قُتل أثناء حركة الشواف في الموصل عام 1959 , كما أنه والد فهد الشگرة , وزير التربية في تسعينات القرن الماضي . وأبو طه هذا كان جزاراً حقيقياً كما يصفونه , وكان المعتقلون , يرتعبون لمجرد سماع اسمه ... وقد ساهم بشكل ما في الحركة الأنقلابية التي قادها ناظم كزار , عام 1971, وحُكم عليه بالسجن لمدة سنتين , بينما أُعدِمَ فيها ناظم ومحمد فاضل وآخرون ...

في صباح يوم 9/9/1970 , سرت شائعة , بأن عملية اطلاق سراح واسعة ستتم هذا اليوم . وفعلاً راحوا ينادون على مئات المعتقلين , على شكل قوائم , لحزم أمتعتهم للمغادرة , وكان الجميع بالأنتظار , وعند حلول المساء جاء اسمي واسم المناضل كريم حواس , في احدى القوائم ...حملت حقيبتي , وصعدنا سيارة صغيرة , كما اتذكر , كنا قرابة خمسة عشر معتقلاً ... وعند الباب , اوقفوا السيارة , ونادوا علي الى غرفة الحرس أو الأستعلامات , لأجد هناك " أبو طه " ومجموعة من الزبانية , وحين دخلت , دار بيننا الحوار التالي ...

-قال : همام , تعرف انت عليك حكم اعدام ؟ قلت : لا ..اذاً لماذا تطلقون سراحي ؟  

قال : نريد ننطيك فرصة ...أكيد راح يزورونك الجماعة الشيوعيين ...راح انطيك رقم تلفون , تتصل بينا وتنطينا اسماءهم ...قلت : لا تنطيني تلفون ولا انطيك تلفون , ولا أتصل بيك ولا تتصل بي , تريد انزِّل جنطتي وأرجع للداخل ؟

قال : لا ..انت تريد تطلع خارج العراق ؟ . قلت : لا لن اغادر العراق ...

قال : اسمع تره نقتلك , مثل ما قتلنا غيرك ...قلت : انتم حكومة , تگدرون تقتلون أي واحد .. بس أگلك , أنا تركت العمل , وأريد ان أنشغل بعائلتي , ولكن لا توجد قوة بالأرض , بإمكانها إجباري على معاداة الشيوعية والحزب الشيوعي ...

قال : روح للسيارة , بس انقتلك ..انقتلك ...

صعدت الى السيارة , وأنا ارتجف من شدة الأنفعال , سألني كريم , شكو ؟ قلت , أبو طه يريد يودعني !!! لاحظ من انفعالي وارتجاف صوتي , انني خضت مواجهةً حامية مع هذا المتوحش ...

ومن الأمن العامة , اتصلت بالعائلة , لأبلغهم انني في الأمن العامة , واحتاج كفيلاً لإطلاق سراحي ... وفعلاً وصل المرحوم المربي الفاضل حسين سالم المراني وتكفلني ...

وصلت الى الدار في الساعة الحادية عشر مساءً يوم 9/9/1970 , وهو نفس التوقيت واليوم , الذي اطلق فيه سراحي من سجن الرمادي , حيث وصلت الى الدار في الساعة الحادية عشر مساءً يوم 9/9/1968 ... وحيث انني لا اعرف تاريخ ميلادي , مثل غالبية العراقيين , فإن عائلتي راحت تقيم لي حفل عيد ميلاد في يوم 9/9 من كل عام , ولحد الآن ...

بعد استراحة يومين أو ثلاثة , كان أول عمل قمت به , هو زيارة الفقيد عزيز شريف , في مقر الوزارة لأقدم له شكري وامتناني لمساعدة زوجتي لمواجهتي , وبعد ان هنأني بالسلامة , قال ان من يستحق الشكر هي زوجتك , واضاف ان ابنة عمك هذه بطلة , حافظ عليها كما تحافظ على حدقة عينك , وهذا بالفعل ما كنت ومازلت افعله ,لحد هذه اللحظة .

أرجو ملاحظة , انني حين أكتب الحوار باللهجة العامية , لا أراعي قواعد النحو العربي لكي اعبر بدقة عما كان يدور من حديث .  

__._,_.___

 

نشرت في وجهة نظر
الأحد, 02 آذار/مارس 2014 21:39

أيام لا تٌنسى -العودة الى بغداد

في أواخر كانون الأول 1969 , عدنا الى بغداد , بعد رحلة متعبة ومعقدة الظروف في كردستان , استمرت خمسة أشهر...كانت العائلة في قلق شديد , تتسقط الأخبار من هنا وهناك , وكانت الرفيقة المناضلة آمنة عبد الوهاب , تزورهم بين فترة وأخرى لتطمئنهم عن سلامتنا . وكانوا يعلمون ان منطقتنا في قره داغ قد تعرضت للقصف الجوي وللهجوم البري , إلا ان حركتنا بعد ذلك , وكوننا محتجزين لم تصلهم , حتى عودتنا ....وقد فوجئت , ان خبر عودتنا انتشر سريعاً في الشارع , ولم اجد تفسيراً لذلك , سوى ان المجموعة , ومن خلال اتصالها ببغداد , أوصلت النبأ , وربما حذرت تنظيماتها المتبقية من أية عملية " انشقاق " قد نقوم بها , والتي لم تخطر ببالنا أبداً , كما أكدت ذلك أكثر من مرة ... والحقيقة , انني عدتُ بمعنوية ووضع نفسي سيئ للغاية , فليس من السهل , ان ينسلخ المناضل , بمحض ارادته , من تاريخه وحزبه الذي نذر عمره للعمل في صفوقه , ومن ارتباط عضوي لم تستطع أقسى وسائل الضغط والتعذيب والحرمان , ان تزعزعه او تضعفه ...لقد كان تغييراً كبيراً بالنسبة لي , فمن زهو العمل قبل ثورة 14 تموز , الى التفرغ للعمل الحزبي بعد الثورة , الى الأختفاء ومواصلة العمل بعد انقلاب شباط الأسود , والى حياة السجن وكل تعقيداتها وعنفوانها , ومواصلة العمل في ظروف الهجوم الفاشي بعد 17 تموز 1968 ....الى الفراغ القاتل , كفراغ أيام الجنود العائدين من القتال , كما يقول احد الشعراء
الخطوة التالية : بعد استراحة لبضعة أيام , التقينا , أنا والرفيق عاصم , لتدارس وضعنا ...فنحن خارج التنظيم , , وان الكثير من المناضلين واصدقاء الحزب يعتقدون اننا على رأس التنظيم , بحكم تاريخنا النضالي وموقعنا الحزبي , ومطلوبان للسلطة ...في ضوء هذه الوقائع , قررنا ان نصدر بياناً , نوضح فيه موقفنا وأسباب الخلاف والأستقالة من مجموعة ق . م . واتفقنا ان يتضمن البيان ثلاثة نقاط اساسية , هي :
1- الموقف من اعادة وحدة الحزب وادانة الأنشقاق .
2- الموقف من شعار اسقاط السلطة , الذي اعتبرناه متطرفاً في تلك الفترة تسبَبَ في عزلتنا .
3- قناعتنا التامة بأن المجموعة , لم تعد تمثل تنظيماً شيوعياً , حسب تقديرنا , لا من حيث الفكر ولا من حيث الممارسة .
وفي ختام البيان دعونا بقايا التنظيم , لإنهاء الأنقسام والإلتحاق بتنظيمات الحزب . وذيلناه بأسمائنا ومواقعنا الحزبية . وبعد صياغته , اتفقنا ان نعرضه على الحزب , من خلال زيارة مقر مجلة الثقافة الجديدة , ومحاولة نشره فيها , إذ لم تكن للحزب جريدة يومية أو اسبوعية في ذلك الوقت ...وفي اليوم الثاني ذهبنا الى مقر المجلة , والذي كان في شارع الخيام على ما أذكر , وهناك التقينا بالفقيد عامر عبد الله , رحب الرجل بنا , وهنأنا على سلامة العودة , وقال , كانت اخباركم تصلنا أولاً بأول . عرضنا عليه البيان , وطلبنا رأيه به , فقال انه جيد وواضح ومتوازن , وتساءل , كيف تريدون نشره ؟ فأعربنا عن أملنا أن يُنشر في " الثقافة الجديدة " . فاعتذر قائلاً : ان العدد الجديد تحت الطبع , ولا يمكن اضافة اي مادة اليه ...أما العدد القادم , فإنه يصدر بعد ثلاثة أشهر , وهذه الفترة طويلة بالنسبة لكم , ومحتوى البيان لا يحتمل التأجيل . واقترح اسلوبين للنشر : الأول ان ينشر ببيان سري , ونحن , والكلام للفقيد عامر , مستعدون لطباعته لكم . إلا أننا رفضنا هذا المقترح , لأننا كنا نريد نشره على نطاق واسع . أما المقترح الآخر , فهو نشره في جريدة النور , التي كان يصدرها الأتحاد الوطني الكردستاني ...وفي حديث للمجاملة , قال الفقيد عامر , موجهاً كلامه لي : يا رفيق فلان , معروض علينا ان نشارك بالوزارة , فما هو رأيك ؟ قلت لِمَ لا , اشتركوا . واضاف هل انت موافق ؟ أجبته وهل رأيي يهمكم ؟ نعم موافق , فأنا اصبحت يمينياً أكثر منكم ...فرد عليَ ضاحكاً : أما زلتَ تسمينا يمينين ؟ اعتذرت له عن اسلوبي الجاف , وغادرنا المجلة الى جريدة النور , وكانت قريبة كما اتذكر , وفي اليوم الثاني , نشرته جريدة النور في مكان بارز ...ولم اتابع ردود الفعل حوله .

الأحد, 23 شباط/فبراير 2014 09:45

أيام لا تٌنسى -العودة من كردستان

 

تواصلت رحلتنا , متنقلين بين قرى كردستان , التي كانت آمنة تماماً , حيث لا وجود لأية سلطة حكومية . كنا نبيت ليالينا ضيوفاً على الفلاحين الأكراد , الذين كانوا يستقبلوننا بالترحاب , خصوصاً حين يعرفون أننا شيوعيون , وحين سألت عن هذه الظاهرة , علمت ان هذا الأرتياح والترحاب , راجع الى طريقة واسلوب رفاقنا في التعامل مع الفلاحين , من حيث الأحترام وعدم معاملتهم باستعلاء وخشونة , أو مطالبتهم بما يرهقهم او يزعجهم, كما تفعل بعض فصائل البيشمركَة الأخرى . والحقيقة ان الفلاحين الأكراد, وبتوجيه من قيادة الثورة الكردية , قد هيأوا أماكن خاصة , وأفرشة وأغطية , لاستقبال المقاتلين وإيوائهم, أثناء مرورهم في تلك القرى, حتى يصلوا الى مقراتهم الثابتة ,أو لتأدية واجباتهم المكلفون بها ...وخلال رحلتنا هذه , كثيراً ما تعترضنا أنهار صغيرة , ولكنها سريعة الجريان , يسميها الأكراد " روبار " , وهي تنبع , غالباً , من المرتفعات الجبلية وتجري نحو الوديان , ولهذا تكون سريعة الجريان وصافية وباردة , لأنها تمرٌَ بين الصخور , فلا تحمل أتربةً , وهي كما يقول احد شعرائنا الشعبيين الكبار , الذي غاب اسمه عني مع الأسف :

الماي شال تراب لو مر بالتراب       ولو جرا بين الصخر يحله ويطيب

أحنه مثل الماي صفانه العذاب       ولو شرب من ماينه معلعل يطيب

كما علمنا رفاقنا الأكراد , ان علينا ان نرتدي " جوارب " أثناء عبور الروبار , لكي نستطيع الثبات فوق الصخور , لأنها , اي الصخور , أشبه بالصابون نعومةً ولزوجة , ولهذا تنزلق الأرجل الحافية فوقها.

قبل نهاية الرحلة , مررنا بقرية " كاني ماسي " , وهي قرية كبيرة نسبياً وجميلة ومعروفة ... قبل وصولنا اليها بمسافة بعيدة , لفتَت انتباهنا بقعة ناصعة البياض , كانها الثلج الذي لم تطأه الأقدام , أو القطن النظيف , وحين اقتربنا منها , وجدنا المئات من طيور البط الأبيض الداجن , تسبح في مياه بحيرة واسعة , وحين سألنا عن عائديتها , قيل انها تعود لأهالي القرية , كما شرحوا لنا , ان هذه الطيور تخرج عند الصباح من دور اصحابها مجموعات , وتتوجه جميعاً الى البحيرة , فتشكل تلك البقعة البيضاء للناظر اليها من بعيد , ومع اقتراب المساء , تغادر تلك الطيور البحيرة , وتتجه كل مجموعة الى دور اصحابها , دون ان تفقد طريقها , او تختلط ببعضها ...

بتنا ليلتنا موزعين بين بيوت الفلاحين , وغادرنا في الصباح الباكر, وكانت وجهتنا هذه المرة , الى قرية ناوچلكان , حيث مقرنا الأخير , وهي على مقربة من ناحية كًلاله . كان الشارع الجبلي واسعاً نسبياً , يسمح بمرور سيارة فيه , وبينما كنا منهمكين بالمسير , سمعنا صوت حصان مصلح خلفنا , يركض خبباً , تنحينا الى جانب الجبل , وكنت قريباً منه , فتوقف قائلاً " دير بالك يا رفيق فلان , لو كنت قد سقطتَ في الوادي , سيقال ان مصلح رماه متعمداً " , فقلت " الحقيقة هذا هو شعوري الآن " فراح يخفف شعوري هذا بكلمات اعتزاز رفاقية !!

واخيراً وصلنا الى قرية ناوچلكان , وقد استغرقت رحلتنا من قره داغ اليها , قرابة شهر , وبالتأكيد , ان المسافة لا تحتاج لكل هذا الوقت , لكن الرحلة كانت للتجول في القرى وتفقد بعض المنظمات الفلاحية هناك . كان المقر في ناوچلكان واسعاً , وهو مقر ثابت للمجموعة , وعلى مقربة من هذه القرية , كانت هناك قرية اسمها ناوبردان , كان فيها مقر ثابت لرفاقنا في ل . م . وهذه قواعد آمنة ,وهي مقرات سياسية أكثر منها قتالية , لأنها في اقصى الشمال ....كانت الأرزاق هنا من تجهيزات الثورة الكردية , باعتبار كل هذه الفصائل والمجموعات هي اجزاء من قوى الثورة الكردية ...

ان ما لفتَ انتباهي , طوال الخمسة أشهر التي امضيتها في كردستان , ان الرفاق في هذا التنظيم ,لم يطرحوا اي موضوع سياسي او فكري للمناقشة وللأستفادة من وقت الفراغ وانضاج اية فكرة أو مشروع سياسي , أو تاريخي يخص الحركة , أو اي موضوع ثقافي آخر , خصوصاً , اننا لم نمارس اي عمل قتالي , اذا استثنينا , الأيام القليلة , خلال الأنسحاب من منطقة قره داغ . وكي لا اظلمهم , لا ادري , إن كانت جميع المقرات السياسية تعيش نفس الحالة , أم ان هذا الركود الفكري , يخص هذه المجموعة فقط ...     

حين وصلنا الى ناوچلكان , كان قد مضى على وصولنا الى كردستان قرابة شهرين ...التقيت في المقر بالرفيق سامي الفيلي , وهو من رفاقنا في سجن نگرة السلمان , شاب طويل القامة مفتول العضلات , أبيض البشرة , بشاربين اشقرين كثين , كان يمارس رياضة كمال الأجسام في السجن , وكان ذا اخلاق ومعنويات عالية , وعلمت بكل أسف , بعد عودتنا , انه استشهد في عملية تسمم دبرتها مخابرات النظام ضد الجماعة .... وتعرفت هناك على شاب من اهالي العمارة اسمه خضير عباس محمد العريبي , وهو حفيد الأقطاعي المعروف محمد العريبي , وعلمت انه كان جندياً في احدى التشكيلات العسكرية في كردستان , وحين وقع انقلاب 17 تموز 1968 , التحق بقوات الأنصار , وهو شاب اسمر طويل القامة , خفيف الدم , وذو اخلاق عالية , وقد التقيته بعد ذلك , في معتقل قصر النهاية بعد اشهر , ولا ادري كيف ومتى نزل من الجبل ومتى إعتُقل , ولم تتح لي الفرصة لأسأله عن ذلك , لأنه كان في قاعة أخرى ... استمرت حياتنا رتيبة , ليس فيها ما يستحق الذكر ...لكننا بدأنا نشعر , أن خلافاً بدأ يدب بين مصلح الجلالي والمناضل ابراهيم علاوي , واضنه صراعاً شخصياً حول زعامة المجموعة , حيث ان ابراهيم يشعر انه الأكفأ , بيد ان مصلح يريد فرض قيادته كأمر واقع . وقد اتصل بنا الطرفان , في محاولة لآسترضائنا وانحيازنا لأحدهما , بيد أننا كنا قد حسمنا أمرنا برفض العمل مع أيٍ من الجانبين , إذ اننا لم نعد مقتنعَين , بأن هذا التشكيل يمثل حزباً شيوعياً . وقد أبلغناهم ذلك بوضوح وصراحة ....زرنا ناحية گلالة مرة واحدة , رغم انها كانت قريبة من مقرنا , لمجرد الأطلاع , وهي مدينة عامرة ومزدحمة , وفيها الكثير من الأجانب من جنسيات مختلفة , ربما كان أغلبهم مراسلين صحفيين , أو وفوداً اجنبية . لم نسأل عن ذلك , لأن مثل هذا السؤال قد يثير لنا بعض المتاعب التي نحن في غنى عنها ...

في ظهيرة أحد الأيام , كنت ممتداً في فراشي , واضعاً الغطاء على وجهي , في محاولة لنومة القيلولة , حين سمعت المقاتلين يستقبلون ويرحبون بأحد الرفاق القادمين من بغداد , ووسط الترحاب والسؤال عن الأمور في بغداد , سمعت هذا الرفيق يقول " ان وضعنا , ويقصد التنظيم , بخير , طالما ان فلان , وكان يقصدني , لم يعتقل , فإن العمل يستمر والتنظيم يستمر " , عندها رفعت الغطاء عن وجهي ونهضت , لأجد الرفيق المناضل كريم جبار , وهو اصغر مناضل في سجن نگرة السلمان , اذ كان عمره آنذاك لا يتجاوز العشرين عاماً , وكان مناضلاً رائعاً أميناً ومنضبطاً , بعد ان تبادلنا السلام , قلت , أنا هنا يا كريم , ومحجوز حتى اشعارٍ آخر , ومعي الرفيق عاصم الخفاجي وكان يعرفه كذلك ...بعد أيام من وصوله , شعرت انه قريب منا كظلنا , لا يفارقنا أبداً , وفسرت ذلك بالمعرفة والعلاقة الرفاقية من أيام السجن , إلا انه شرح لي تصرفه ذاك بعد ان عدنا الى بغداد , حيث عاد هو الآخر بعد عودتنا بأيام , إذ زارني في الدار , ليشرح لي لماذا كان لصيقاً بنا الى هذه الدرجة , حيث قال " بعد أيام من وصولي , أبلغني احدهم , بأن همام وعاصم , كثيراً ما يقومان بمشية قرب النهر او في الغابة , سنعطيك سلاحاً , أطلق عليهما النار , وسنقول , بأنهما حاولا الهرب فقتلناهما !!! , فأجبته مستغرباً , أنا أقتل فلان وفلان ؟ لماذا ؟ وماذا أقول للناس ؟ وماذا اقول للحزب ؟ وماذا أقول لنفسي وللتاريخ ؟ , هل هما خائنان ؟ حاكموهما أمامنا , واذا أُدينا سأُنفذ اعدامهما بيدي . فأجابني , أترك الموضوع وانساه " وواصل الرفيق كريم قائلاً , ومن ساعتها قررت ان أكون حارساً لكما , ولن تغيبا عن نظري ساعة واحدة , خشية ان يغدروا بكما . وقررت ان أتركهم واعود ولكن ليس قبل ان تغادرا قبلي . سالته , لماذا لم تخبرنا آنذاك , لنتخذ بعض الحيطة على الأقل ؟ قال خشيت ان تتوتر الأمور , وبهذا يكون لديهم المبرر لتنفيذ هذه الجريمة , لكنني قررت ان احرسكما , وان لا تغيبا عن عيني , وهذا هو سبب التصاقي بكما تماماً , شكرته وحاولت ان اعزز ثقته بالحركة والفكر الشيوعي , لأن هذا الذي حاول تلك المحاولة الخسيسة , لا يمثل الحزب ولا الفكر , وأكدتُ له ان هذا التصرف كان تصرفاً فردياً من احدهم , فلو كانت عندهم هذه النية , كمنظمة , كان بإمكانهم تنفيذها بشكل من الأشكال ...

استمر وجودنا معهم في ناوچلكان , ثلاثة أشهر , لم يحصل خلالها ما يستحق الذكر , عدا تصاعد الخلافات , والتي لم تصل حد المواجهة خلال وجودنا ...وفي نهاية كانون الأول 1969 , أبلغونا بالسماح لنا بالعودة الى بغداد , كما اشعرونا أنهم كانوا يخشون قيامنا بانشقاق ضدهم اذا عدنا ...وفي صباح اليوم الثاني غادرنا المقر برفقة احد الرفاق الأكراد , وهو شاب لطيف المعشر رشيق الحركة , جميل الخلق والخُلق , كما جهزونا بحيوان (بغل )لمساعدة الرفيق عاصم عند الحاجة , سرنا طوال اليوم , حيث وصلنا احدى القرى , قال دليلنا , اننا قريبون من الشارع العام , طريق سليمانية -بنجوين , لكننا يجب ان نمضي الليل هنا , لأننا يجب ان نكون في الطريق في الصباح الباكر , وهكذا امضينا ليلتنا الأخيرة في هذه القرية التي لا أعرف اسمها ...

ومع عصافير الصباح ونشاطها وسقسقتها , نهضنا , لنغادر القرية , لم يستغرق طريقنا أكثر من ساعة , حتى وصلنا للطريق العام , كما لم يطل انتظارنا اكثر من ذلك , أذ وصلت سيارة حمل "لوري " , أوقفها دليلنا وتحدث مع السائق , راجياً منه إيصالنا الى مرآب سيارات سليمانية - بغداد , وتجنب السيطرات , ودعنا مرافقنا الشجاع . وقد أوصلنا السائق الى سيارات بغداد , وودعنا هناك ....كان طريق عودتنا سهلاً , فلم تواجهنا اية مصاعب كما كان طريق مجيئنا قبل خمسة أشهر , لنصل الى بغداد عصر نفس اليوم ....

والحقيقة , اننا لم نعش حياة الأنصار الحقيقة التي كنا نتخيلها , خلال هذه الشهور الخمسة , لا كمقاتلين ولا كسياسيين نمارس مهامنا التي نذرنا أعمارنا لها ...ومع ذلك فهي تجربة غنية في كل جوانبها الأيجابية والسلبية , وكانت هذه الأخيرة هي السائدة مع الأسف .    

 

الأحد, 09 شباط/فبراير 2014 20:37

نفس الذئاب

كُتبت بعد الضربة الكيمياوية في الغوطة الشرقية في سوريا

يا غوطةَ الشامِ , أشباهٌ مآسينا
نفسُ المخالبِ والأنيابِ تُدمينا
نفسُ الذئابِ ,عوتْ واستكلبتْ وعدتْ
وجرَّعتْ وطني سماً وغسلينا
من قبلِ خمسينَ عاماً حطَّ في وطني
طاعونُهم , فأحالَ العرسَ تأبينا -1
من قبلِ خمسينَ عاماً ضجَّ في وطني
نعيقُهم , فاستفاقَ الموتُ مجنونا
وراحَ يعصفُ إعصاراً يفورُ دماً
ويزرعُ الأرضَ أشباحاً , شياطينا
كأنما حلَّ يومُ الحشرِ , مرجلُهمْ
يغلي , ويقفُ للدنيا براكينا
لم يبقِ طفلاً ولا شيخاً ولا شجراً
أو غادةً تملأُ الدنيا رياحينا
لم يبقِ زرعاً ولا ضرعاً ولا ثمراً
ولا صلاةً ولا صوماً ولا دينا
ولا ضريحَ وليِّ يُستجارُ بهِ
أو ظِلَ مأذنةٍ تُأوي المصلينا
إلا , وأطبقَ عاليها بسافلها
وراحَ يرقصُ فوقَ النارِ مفتونا
نيرونُ أحرقَ روما , وهو مبتهجٌ
فصارَ كلُ عتاةِ الأرضِ نيرونا
لقد بُلينا بنفسِ الداءِ , يا وجعَ
الأجيالِ , هل فرختْ أحقادُهم فينا ؟
سَلي " حلبچةَ " يوم اغتالَ عفتَها
جزارُ "رائحةِ التفاحِ " ملعونا -2
هل بسملتْ قبلَ ان تلقى نهايتها ؟
هل ودعتْ أهلَها والماءَ والتينا ؟
وهل شكا طفلُها المظلومُ من عطشٍ ؟
هل جاعَ منفرداً يبكي ويُبكينا ؟
يصيحُ "ماما " ولكنَّ الصدى قدرٌ
قاسٍ يعاندُ طفلاً ماتَ محزونا
يا غوطةَ الشامِ , عشناها مضاعفةً
تلك المآسي , فما يشقيكِ يشقينا
عادوا الينا وحوشاً , بعد ما سقطوا
وطالَ غدرُهمو حتى الجوارينا

1-اشارة الى جريمة 8 شباط 1963
2- رائحة التفاح اشارة الى الضربة الكيماوية في حلبچة في شمال العراق

نشرت في شعر
السبت, 14 كانون1/ديسمبر 2013 13:10

انتخابات نقابة المعلمين في البصرة1962

منذ ان نشر الصديق العزيز المناضل فاضل فرج ( ابو عمار ) ذكرياته الجميلة عن انتخابات نقابة المعلمين , والمسيرة الراجلة التي قادها للوصول الى مراكز الأقتراع للتصويت لصالح القائمة المهنية , وانا احاول ان اكتب عن تلك المناسبة في البصرة , وحين تأخرتُ في الكتابة , تركت الموضوع لفرصة اخرى . وقبل ايام عاد الأستاذ ابو عمار , للموضوع , في عتابه لجماهير العمارة , بسبب فشل التيار الديمقراطي في الحصول على اي مقعد في مجلس المحافظة . فحفزني للكتابة عما حصل بنفس المناسبة عام 1962 في البصرة .
كان الصراع بين قوى اليسار بقيادة الحزب الشيوعي العراقي , والقوى الرجعية والقومية , المدعومة من الأجهزة الأمنية , كان هذا الصراع يدور حول انتزاع المنظمات الديمقراطية , من قياداتها التقدمية وتسليمها لتلك القوى الرجعية , تمهيداً لانقلابهم المشؤوم في شباط 1963 . وكانت نقابة المعلمين من اكبر واهم تلك المنظمات , لسعتها , كونها تشمل كل العراق , وكون هذه الفئة المتعلمة هي مركز الأشعاع والتنوير في المجتمع , فمن هذه الفئة المتعلمة والمتنورة , تتوالد اجيال المجتمع العراقي وتتوجه للبناء والتقدم .
ومعروف ان البصرة كانت معقلاً شامخاً وحصيناً لقوى اليسار بقيادة الحزب , فهي مركز كبير للطبقة العاملة العراقية ( عمال النفط , والمواني ,والسكك ) اضافة الى الفئات الكادحة الأخرى , بالأضافة الى احتكاكها بالعالم الخارجي , وتأثيراته الأيجابية , كونها الميناء العراقي الوحيد . ولهذا كانت معركة انتخابات نقابة المعلمين , ذات اهمية مادية ومعنوية كبيرة .
كُلفتُ ان اقود تلك المواجهة في المركز الرئيس للتصويت , في دار العدالة , المحكمة , التي تقع في منتصف الطريق الرابط بين العشار والبصرة داخل ( البصرة القديمة ) . وكانت مهمتنا الأولى حماية الأسرة التعليمية وضمان وصول اعضاء النقابة الى صناديق الأقتراع للأدلاء بأصواتهم , حيث كان الفوز مضموناً في مثل هذه الحالة . وحيث انني لست من سلك التعليم , فقد اتخذتُ من دار قريبة للمحكمة , مقراً لقيادة المواجهة .
ويعرف من سكن البصرة او زارها , ان هناك جسراً امام المحكمة فوق نهر العشار . وفي الجانب المقابل للمحكمة , عبر النهر , كان مقهى الشبيبة الديمقراطية , وهناك , حشدنا قرابة 150-200 من رفاقنا لمساندة الهيئة التعليمية وحمايتها . وقد اخترنا احد رفاقنا من شركة نفط البصرة , هو المناضل " علي ذهب " قائداً ميدانياً في الشارع , وكان يومها عضواً في مكتب اللجنة العمالية للحزب , في البصرة .
ومنذ الصباح الباكر , بدأت عملية التصويت , وكان الشارع بين المحافظة والمحكمة خاليا تماماً , إلا من جموع المعلمات والمعلمين وبقية اعضاء سلك التعليم , الذين يأتون للتصويت ....وكانت مجموعة من البعثيين والقوميين , وبمساندة الأمن والشرطة تقف على مسافة مائة مترٍ تقريباً , من دار المحكمة , يقطعون الطريق على اعضاء النقابة فيمزقون هوياتهم ويضربونهم , ولا يسمحون إلا للعناصر المحسوبة على ملاكهم بالمرور والتصويت .
بعد مرور قرابة ساعتين على بدء التصويت , جاءني الرفيق علي ذهب ليقص عليَ ما يجري . ...سالته , وانت والرفاق الذين معك , ماذا فعلتم لحماية الهيئة التعليمية ؟
صمت علي ...ثم قال , ماذا افعل رفيق ؟
كنت اغلي , قلت , أجلس أنت هنا , وسانزل انا الى الشارع ...فرد علي ..لا , قل لي ماذا تريد ؟
ألا تعرف ما اريد ؟ ولماذا نحن في الشارع ؟ ! أريد حماية المعلمات والمعلمين , لكي يدلوا باصواتهم , هذا كل ما اريد , حتى لو اضطررتَ ان تلقي بهؤلاء في " المدّة " , خرج علي مرتجفاً مسرعاً , شاعراً انه لم يؤدِ واجبه المكلف به بصورة صحيحة .
وانتظرتُ على احر من الجمر ...وما هي إلا ساعة او ساعة ونصف , حتى عاد علي ...بيده حربة بندقية , وكانت كفه تنزف ..وبعد ان ربطتُ له يده , قلت حدثني الآن
قال : اخذت قرابة خمسةً وعشرين من شبابنا , وعبرت لهؤلاء , وكان عددهم لا يتجاوز ,
العشرة افراد , , وطلبت منهم ان يغادروا الشارع وان يفتحوا الطريق امام اعضاء النقابة للأدلاء باصواتهم , وحيث انهم مدعومون من الشرطة والأمن , فلم ينصاعوا للطلب , وعندها اضطررنا للأشتباك معهم , ورمينا اثنين منهم في المدَّة , وهرب الباقون . وجاءت الشرطة لمساندتهم , فاشتبكنا معهم , وهذه الحربة , انتزعتها من بندقية احدهم , فتراجعت الشرطة وفُتح الطريق امام المعلمات والمعلمين للأدلاء بأصواتهم , ثم قال هذه الحربة هدية للحزب , فقلت هذه الحربة هدية لك احتفظ بها للذكرى , وسأثبت ذلك في التقرير الذي سنقدمه للحزب . واستمرت مراقبتنا للشارع لكي لا تعود تلك العصابة .

استمر التصويت بسلاسة وهدوء , حتى انتهاء المدة المقررة للتصويت , وكنا بانتظار نتائج الفوز المؤكد . ...وفي المساء أُعلن رسمياً فوز " الجبهة التعليمية " الرجعية في البصرة .

وفي المؤتمر الذي انعقد في بغداد , بعد ايام , فضح رفاقنا الذين فرضوا الفوز في العمارة واربيل , فضحوا التزوير وممارسات اجهزة الدولة , امام الزعيم عبد الكريم قاسم , مما تسبب في اعتقالهم على مشارف مدينة العمارة ( الدبيسات ) عند عودتهم , وكان بين هؤلاء الأبطال المناضل المحروم زكي طرفي والأخت المناضلة خيرية مطشر الهلالي , ام عادل , وآخرون لا اعرف اسماءهم .

واخيراً اقول للعزيز ابي عمار :

لابدَ عائدةٌ الى اصحابها تلك العهودُ وإن حُسبنَ خواليا

ملاحظة : لم يقع المناضل علي ذهب بيد البعثيين بعد انقلاب شباط الأسود , وحكم عليه
غيابياً بالسجن عشر سنوات , في الدعوى المرقمة 167/64 بتاريخ 19-4-1964 , مع مجموعة من المناضلين الذين لم يقعوا بيد العدو في تلك الفترة ,,,فتحية للمناضل الباسل علي ذهب اينما يكون الآن .

 

همام عبد الغني

 

وصلنا " نقار الصخر " , واستؤنف العمل من جديد , وقد ساعد توسيع النفق , كما أشرت في الحلقة السابقة , في تحسين ظروف التهوية , كما ان مجموعة العمل أخذت قسطاً من الراحة , وساعدنا " نقار الصخر " بكسر العارض الصخري بصعوبة بالغة , وكان امتداده يبلغ متراً تقريباً , بعدها كانت هناك منطقة أقل صلابةً , وكنا حين نعثر على بعض الرمل خلال العمل نفرح كمن يعثر على الذهب . بعد جهد جهيد ومتواصل , بدأنا نقترب من سور السجن , وبدأ العمل يزداد صعوبة , حيث يجب ان نكون أكثر حذراً , لكي لا يسمع صوت الحفر خلف السور , كما ان اخراج الأتربة كان يزداد صعوبةً مع ازدياد طول النفق , حيث يجب ان يخرج من نقطة البداية , وهي الفتحة الوحيدة للعمل .

تواصل العمل , مع ازدياد الصعوبات التي كانت تواجهنا , إلا ان توسيع النفق عمقاً وعرضاً حسن ظروف التهوية , كما أسلفت , بيد ان الأعياء والتعب بدأا يظهران على الشباب , ولم يكن بالأمكان تبديل المجموعة بأخرى , لكي لا تتسع دائرة العارفين بالموضوع  , إلا ان الحماس والمعنويات كانت عالية جداً , كما قلصنا فترة البقاء في الداخل لتقليل الجهد والتعب ....واجتزنا سور السجن , حيث كان عملنا أعمق من أساس الجدار , وهنا بدأ عملنا بحذر أشد , إذ ان سيارات حرس السجن ودورياتهم والسيارة الحوضية , كانت تمر فوق رؤوسنا .

في هذه المرحلة شخصت لجنة التنظيم اسماء المجموعة التي ينبغي تحريرها في عملية الهروب , وكانت من عشرة مناضلين , هم :

1- كاظم فرهود 2-سليم الفخري 3- كاظم الصفار 4 -احمد الحلاق 5 -بيتر يوسف 6 - عبد الوهاب طاهر 7 -سامي احمد 8 - سليم حميد ميرزا 9 - ميخائيل حداد 10 - همام عبد الغني .

وتبلغت تلك العناصر بالأمر , لكي تجري عمليات التدريب على المشي , لضمان اللياقة البدنية . وكانت الخفارات الليلية ستارنا لهذا التدريب يومياً . بيد ان هذه المسألة الضرورية , ساعدت على انتشار خبر العملية بشكل واسع ...وحيث ان العمل اصبح خارج سور السجن , كان علينا ان نتأكد من أن صوت الحفر الكهربائي , أوضربات نقار الصخر , أو الأدوات الأخرى , لا تسمع في الخارج وينكشف الأمر . ولهذا تقرر ان نخرج , أنا والمناضل المهندس ناقد الحكيم , الى خارج السجن بحجة تنظيف مجاري المياه القذرة , ومعنا بعض حراس السجن , للتعرف على مستوى الصوت تحت الأرض , فيما اذا كان يسمع أو لا , وثانياً أن نقيس عرض الشارع الفاصل بين سور السجن والأسلاك الشائكة , وقد عد المهندس ناقد عرض الشارع بخطواته , وقدر سعة الأسلاك الشائكة دون ان يلفت انتباه الحراس لذلك , أما الصوت فقد سمعته ضعيفاً جداً , وفسرت ذلك , انه ناتج من علمي بأن عملاً كان يجري تحت أقدامنا في تلك اللحظة . وقد شاركني بقية الزملاء في هذا الأعتقاد , مع أخذ مزيد من الحذر والأنتباه .

تواصل العمل وتجاوزنا منتصف الشارع تقريباً .... بدأت لجنة التنظيم بتشخيص مجموعة المناضلين الذين سيستلمون مسؤولية قيادة السجن بعد مغادرتنا , ووضعنا خطة الأمتناع عن التعداد يوم التنفيذ , واعددنا غطاءً خشبياً لسد الفتحة الخارجية بعد مغادرة آخر مناضل من النفق , يضعه فوق الفتحة وينثر عليه بعض التراب للتمويه. كما فكرنا بإعداد هياكل من الملابس المحشوَة لوضعها في مكان كل واحد منا وتغطيتها ببطانية لكي لا يظهر مكاننا خالياً بعد المغادرة .

تقرر ان يكون الأتجاه نحو بحر النجف , رغم انه الأطول والأبعد , , فالطريق باتجاه السماوة , كان مطروقاً وتقطعه سيارات الشرطة والمسافرين يومياً . واتصلنا بالتنظيم خارج السجن , لتهيئة وسائط نقل تقلنا من آخر نقطة متفق عليها , وقدرنا اننا نحتاج الى ثلاث ليالٍ تقريباً . وكانت خطة العمل ان نسير طوال الليل , ونكمن في النهار تحاشياً للدوريات او الرعاة في الطريق ....وهيئنا الحد الأدنى من احتياجات الطريق من الأكل والماء والملابس المناسبة وبعض المستلزمات الطبية , اضافة لبعض الأسلحة البسيطة " سكاكين " , كما هيئنا بوصلة لمعرفة الأتجاه الى جانب خارطة جيدة للمنطقة رسمها بعض المناضلين العسكريين السجناء .

تأجج الحماس وارتفعت المعنويات , بعد صدور أول بيان من  "جبهة الكفاح المسلح " في اهوار الچبايش بقيادة المناضل الشهيد خالد احمد زكي . وكانت قوى سياسية متعددة تتسابق لإسقاط نظام عبد الرحمن عارف , الذي كان في غاية الضعف عام 1967 .

 

نشرت في وجهة نظر
الصفحة 1 من 2